كانت العرب تزعم أن الديك كان ذا جناح يطير به في جو السماء وأن الغراب كان له إيضا جناح لكنه لا يستطيع أن يطير به، وكان الديك يحب الخمر كثيرا وحدث ذات ليلة أن سهرا معا يتنادمان ويشربان فنفد الشراب ، فقال الغراب للديك : أعطني جناحك لآتي بالمزيد من الشراب من خمارة قريبة وقال ساعود قبل الفجر فأعطاه جناحه فطار الغراب به محلقا .
وعند الفجر لم يرجع الغراب كما وعد فأخذ الديك المخدوع وبعد أن أفاق من سكرته يصيح ويصيح ويصيح متوسلا الغراب أن يعيد إليه جناحه لكن هيهات :
وفيه قال الشاعر :
ومـــــا ذاك إلا الديك شارب خمرة ... نديم غراب لا يمل الحوانيا
فلما استقل الصبح نادى بصوته ... ألا يا غراب هل رددت ردائيا
وقال آخر :
بآية قـام ينطق كــل شيء ... وخان أمانة الديك الغراب
أقاما يشربان الخمر دهرا ... فخان العهد إذ نفد الشراب
وعليه فأن الديك يصيح كل صباح متذكرا فقدان جناحيه
تقول أسطورة قديمة أن الحمار كان ينسى أسمه على الدوام فكان يذهب الى الأسد ملك الغابة ليقول له سيدي : لقد نسيت أسمي !!! فيرد عليه الأسد وعلى الفور : أسمك حمار فينطلق الحمار مسرورا بأسمه ، ولكن لا يلبث الحمار أن يعود وبعد مدة وقد نسي أسمه لمرة أخرى فيجلس بين يدي الأسد ليقول له : لقد نسيت أسمي يا سيدي !!!! فيجيبه الأسد بسرعة : أسمك حمار ....حمار ..... حمار !!!! فينطلق الحمار ونهيقه يملأ أرجاء الغابة من شدة سروره فهو أصبح له أسم كبقية الحيوانات يُدعى به.
تقول الأسطورة أنه وبعد فترة عاد الحمار مرة أخرى الى ملك الغابة ليسأله من جديد عن أسمه
عندها غضب ملك الغابة غضبا شديدا من شدة غباء الحمار وأندهش من كثرة نسيانه وعندها قام الأسد بشد أذني الحمار ثم صرخ فيهما ..... حمار ....حمار ......حمار
فلم ينسى الحمار أسمه بعد ذلك ولعل ذلك هو سبب طول أذني الحمار وسبب أمساكنا بأذن كل من نريد أن لا ينسى شيئا.
(أخيل) هو أسم بطل حروب الطروادة كما يرد في ملحمة (هومر) وتقول الأسطورة الملحمية أنه وحينما ولدته أمه أرادت لأبنها الوليد (أخيل) جسدا لا تخترقه السهام أو الرماح ولا تنال منه السيوف فعمدت إلى مولودها الجميل (أخيل) وأمسكت بقدميه (عرقوبيه) ونكست رأسه وغمست جسدة في نهر عظيم يصب في بحيرة كبيرة هي الهديس (مثوى الأموات) فغطى الماء جسد (أخيل) ولم يمس الماء عرقوبيه (موضع يدّي أمه) . ولقد تحققت الأمنية فصار جسد (أخيل) لا تنفذ فيه السهام ولا تؤثر فيه ضربات السيوف او طعنات الرماح ، غير أن البطل الطروادي (هيكتور) كان يعرف سر ضعف (أخيل) فسدد نباله القاتلة على عرقوب (أخيل) فتمكن من قتلة على الفور.
الأسم العلمي لعرقوب الأنسان في التشريح يأخذ أسمه من أسم البطل الطروادي (أخيل) . ويسمى باللغة الأتينية (وتر اخيليس) Tendon Achillis
ويرد في كتابات المثقفين والأدباء قولهم (نقطة أخيلية) أي نقطة ضعف قاتلة
ومنها قولهم في اللغة الأنجليزية :
The plan achillic point is
أي نقطة ضعف الخطة هي .....
في المقطع القصير التالي يتمكن البطل (هيكتور) من قتل البطل (أخيل) وذلك بتسديد ضربة من سهامه نحو عرقوب أخيل (نقطة ضعفه القاتلة) فيرديه على الفور
تقول الأسطورة الأغريقية أن فتاة جميلة كانت تسكن في جزيرة ليديا أسمها (آرخينا) وإلى جانب جمالها البديع كانت (آرخينا) تتقن فن النسيج وذات يوم أقامت الربة (أثينا) مسابقة للنسج على سفح جبل (أولومبيا) ففازت (آرخينا) وبهرت الجميع بسرعتها وأتقانها لقطعة النسيج التي صنعتها مما أثار غيرة وحقد الربة (أثينا) والتي عمدت إلى منسوجة (آرخينا) ومزقتها فأصاب (آرخينا) يأس وحزن شديد بل وحاولت أن تشنق نفسها ببقايا منسجوتها الممزقة غير أن (أثينا) أنتبهت لها وحولتها على الفور إلى حشرة بشعة .... العنكبوت ، وأمعانا لها في العقاب أمرتها بعمل رهيب ومستمر وهو أن تنسج خيوطا كثيرة وواهية وإلى الأبد.
الأسم العلمي للعناكب أخذ أسمه من الفتاة الجميلة (آرخينا) المنكوبة ، فيأتي أسم فصيلة العناكب على نحو (آرخينا) او (آرخينو) ومنها المصطلح الطبي النفسي (آرخينو-فوبيا) أي (رهاب العناكب) وهي حالة نفسية معروفة يعتري المصاب بها رعب وخوف شديد عند رؤية العناكب.
تقول
ألاسطورة اليابانية أن شابا أسمه (تاكاهاما) أحب فتاة جيرانه وأسمها (اكيكو) وتعاهدا
أن يكون كل واحدا منها للآخر وأخذ (تاكاهاما)
يجتهد ويعمل في الحقل لجمع المال اللازم لبناء كوخ صغير لهما ويتمكن من القيام
بأعباء الزواج المادية ، ولم تكن (اكيكو) باقل منه جهدا وبذلا ولكن وقبل أسبوع من الزفاف
ماتت (اكيكو) من مرض رئوي شديد وخاطف ، فحزن الشاب (تاكاهاما) حزنا شديدا لفقدها ونذر
أن لن يتزوج طوال حياته ، بل أنه بنى كوخا بجوار مقبرة القرية التي دفنت فيها (اكيكو)
ليكون بقدر الأمكان بجوار قبرها ، قال أهل القرية عن (تاكاهاما) أنه قد جن وفقد عقله
ولامه أقربائه على فعله هذا وقالوا له أن في القرية فتيات كثيرات أكثر جمالا ولطافة
من (اكيكو) فلم يسمع (تاكاهاما) لتقريع أصحابه ولوم أهله وأخذت السنين تمر عليه وهو
وفي كل يوم وبعد أن يعود من عمله بالحقل يجلس بجوار قبر(اكيكو) حتى يدركه النعاس ، لقد مرت على
(تاكاهاما) خمسون عاما وهو يفعل ذلك ولم يمر يوما واحدا من دون أن يجلس الى
قبر (اكيكو) وفي ذات يوم وبينما هو جالس بجوار قبرها كالمعتاد خرجت منه حشرة جميلة
ليست كمثل انواع الحشرات التي أعتاد (تاكاهاما) أن يراها في الحقل وحطّت الحشرة على
كتفه ، هرع (تاكاهاما) لأهل القرية ليقول لهم لينظروا الى الحشرة التي على كتفه وأخبرهم
أنها خرجت للتو من قبر (اكيكو) وبالفعل لم يشاهد أهل القرية وحتى كبار السن (حشرة)
بهذا الجمال من قبل ، فقرروا أن يسموها على أسم صاحبة القبر (اكيكو) وهكذا ولدت الفراشة
في الأساطير اليابانية ، فأسم (الفراشة) أذا (اكيكو).
الكمان آلة موسيقية معروفة وفي الأسطورة الغجرية أن فتاة غجرية حسناء أسمها (مارا) كانت تعيش في غابة في منطقة ترانسلفانيا (منطقة في وسط رومانيا) وكانت تعيش بين أبويها ولها 4 أخوة في طرف الغابة.
لقد وقعت مارا في حب صياد وسيم كان يأتي للغابة للأصطياد وكانت تحاول لفت أنتباهه مرة تلو أخرى غير أنه ما كان ليكترث بها فيزيدها ذلك لوعة وحسرة وفي أحد الأيام صنعت له قصيدة قالت فيها:
أيها العزيز الآتي من بلاد بعيدة
ضع يدك في يدي
وأحضني بذراعيك
ولتكن حبي الوحيد
وكانت ترددها على مسامعه كلما جاء إلى الغابة لكنه في كل مرّة يمضي إلى سبيله ولا يلتفت اليها
وذات يوم أتاها الشيطان وهي تبكي وبثته حزنها وشغفها بهذا الصياد فقال لها الشيطان : لا بأس سوف أساعدكِ وقال لها خذي هذه المرآة وضعيها في طريقه لكي يرى وجهه فأن فعل فسوف يقع في غرامكِ أيتها الحسناء . وقامت مارا بكل ما طلبه منها الشيطان ووقع وجه الصياد على المرآة فتعجب من نفسه وقال أن هذا من عمل الشيطان وفر الصياد من الغابة لا يلوي على شيء فزاد ذلك من عذابات مارا فأخذت تبكي صبح مساء وتندب حظها العاثر فأتاها الشيطان مرة أخرى فأخبرته بما حصل غير انه طمأنها بقوله "أنتما الآن في قبضتي لأن من ينظر في المرآة يصبح تحت سيطرتي" وسوف أساعدكِ مرة أخرى بشرط أن تعطيني أخوتكِ الأربعة فوافقت مارا بدون تردد ، وعندما حل الظلام أتى الشيطان لأخوتها الأربعة وهم نائمون وصنع منهم أوتار الكمان الأربعة وفي اليوم التالي قال لمارا أحتاج أيضا الى أبيكِ الشيخ العجوز فقالت له لا بأس ما دمت تود مساعدتي فدلته عليه فجعله على هيئة صندوق وركب عليه الأوتار الأربعة ثم قال الآن أعطيني أمكِ فقالت لا بأس فكان له ما أراد فجعل من شعر رأس الأم في قوس الكمان ، فلما عزف الشيطان على الكمان أبتهجت مارا كثيرا لهذا الصوت الشجي وظل الشيطان يعزف .... ويعزف ويعزف ..... ويعزف
أما مارا فأدركت أن الشيطان لم يساعدها كما وعد غير أن الشيطان أخذ يقول لها أمسكي بقوس الكمان وأعزفي وكرري العزف ولا تيأسي حتى يأتي محبوبكِ إلى الغابة فتحقق حلمها فلقد جذبت أصوات الكمان الحزينة الصياد الوسيم فتعانقا لأول مرة وحينها ظهر لهما الشيطان وقال لهما أنتما اليوم من عبدتي ، فرفضا ذلك فخطفهما على الفور الى جزيرة بعيدة وبقي الكمان في الغابة فوجده شاب غجري فقير كان يسير في الغابة فأخذه فكان يعزف عليه في قريته وكان عزفه أما يبكي أهل قريته أو يفرحهم.
التالي مقطع لعزف على آلة الكمان وهو من مسلسل عازف الليل والذي أنتج عام 1978